الأئمة من أصحابه وغيرهم؛ مثل عبد الوهاب الوراق [ هو أبو الحسن عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع الوراق البغدادي، صدوق، نسائي الأصل، وثقه النسائي والدارقطني وابن حبان والخطيب، مات سنة ٢٥٠هـ ]. والأثرم، وأبي داود السجستاني، والفضل بن زياد [ هو أبو العباس الفضل بن زياد البغدادي، الذى يقال له : الطستي يروى عن إسماعيل بن عياش وأهل العراق، كان ثقة ]. ومثنى بن جامع الأنباري، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، ومحمد ابن سهل بن عسكر [ هو أبو بكر محمد بن سهل بن عسكر بن عمارة بن دويد، ويقال : ابن عسكر بن مستور بدل عمارة التميمي، الحافظ الجوال. وثقه النسائي وابن عدي، سكن بغداد، ومات بها في شعبان سنة ٢٥١هـ ] وغير هؤلاء من علماء الإسلام، وبيّن بدعة هؤلاء الذين يقولون : إن تلاوة العباد وألفاظهم بالقرآن غير مخلوقة.
وقد ذكر ذلك الخلال في كتاب [ السنة ] وبسط القول في ذلك، قال الخلال : أخبرني أبو بكر المروزي، قال : بلغ أبا عبد الله عن أبي طالب أنه كتب إلى أهل نَصِيبين : إن لفظي بالقرآن غير مخلوق، قال أبو بكر : فجاءنا صالح بن أحمد، فقال : قوموا إلى أبي، فجئنا فدخلنا على أبي عبد الله، فإذا هو غضبان شديد الغضب، قد تبين الغضب في وجهه، فقال : اذهب فجئني بأبي طالب، فجئت به، فقعد بين يدي أبي عبد الله، وهو يرعد، فقال : كتبت إلى أهل نصيبين تخبرهم عني أني قلت : لفظي بالقرآن غير مخلوق ؟ ! ! فقال : إنما حكيت عن نفسي، قال : فلا يحل هذا عنك ولا عن نفسي، فما سمعت عالمًا قال هذا. قال أبو عبد الله : القرآن كلام الله غير مخلوق كيف تصرف، فقيل لأبي طالب : اخرج وأخبر / أن أبا عبد الله قد نهى أن يقال : لفظي بالقرآن غير مخلوق، فخرج أبو طالب فلقى جماعة من المحدثين فأخبرهم : أن أبا عبد الله نهاه أن يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق.