وهذا التكليم مختص ببعض الرسل، كما قال تعالى :﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ ﴾ [ البقرة : ٢٥٣ ]، وقال تعالى :﴿ وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ [ الأعراف : ١٤٣ ]، وقال بعد ذكر إيحائه إلى الأنبياء :﴿ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [ النساء : ١٦٤ ] فمن جعل هذا من جنس الوحي الأول ـ كما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة / ومن تكلم في التصوف على طريقهم كما في [ مشكاة الأنوار ] وكما في كتاب [ خلع النعلين ] وكما في كلام الاتحادية كصاحب [ الفصوص ] وأمثاله ـ فضلاله ومخالفته للكتاب والسنة والإجماع بل وصريح المعقول، من أبين الأمور.
وكذلك من زعم أن تكليم الله لموسى إنما هو من جنس الإلهام والوحي، وأن الواحد منا قد يسمع كلام الله كما سمعه موسى ـ كما يوجد مثل ذلك في كلام طائفة من فروخ الجهمية الكلابية ونحوهم ـ فهذا أيضًا من أعظم الناس ضلالا.