وروى بإسناده عن على بن أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ من وجهين أنهم قالوا له يوم صفين : حكَّمت رجلين ؟ فقال : ما حكمت مخلوقًا ما حكمت إلا القرآن. وعن عكرمة قال : كان ابن عباس في جنازة، فلما وضع الميت في لحده قام رجل وقال : اللهم رب القرآن اغفر له، فوثب إليه ابن عباس فقال : مه ؟ ! القرآن منه. وعن عبد الله بن مسعود قال : من حلف بالقرآن فعليه بكل آية يمين، وهذا ثابت عن ابن مسعود. وعن سفيان بن عيينة قال : سمعت عمرو بن دينار يقول : أدركت مشايخنا والناس منذ سبعين سنة يقولون : القرآن كلام الله، منه بدأ وإليه يعود، وفي لفظ يقولون : القرآن كلام الله غير مخلوق وقال حرب الكرماني [ حرب بن إسماعيل الكرماني، أبو محمد، الفقيه، تلميذ أحمد بن حنبل، رحل وطلب العلم، قال الخلال :[ كان رجلا جليلا ]، وقال الذهبي :[ ما علمت به بأسا ]، توفي سنة ٢٨٠ هـ عن عمر يقارب التسعين ] : ثنا إسحاق بن إبراهيم ـ يعنى ابن راهويه ـ عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، قال : أدركت الناس منذ سبعين سنة، أدركت أصحاب النبي ﷺ فمن دونهم يقولون : الله الخالق وما سواه مخلوق، إلا القرآن فإنه كلام الله، منه خرج وإليه يعود.
وهذا قد رواه عن ابن عيينة إسحاق، وإسحاق إما أن يكون سمعه منه أو من بعض أصحابه عنه، وعن جعفر بن محمد الصادق ــ وهو مشهور عنه ــ أنهم سألوه عن القرآن : أخالق هو أم مخلوق ؟ فقال : ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله.