وكانوا يقولون : إن السكينة تنطق على لسان عمر ـ رضي اللّه عنه. وقال ﷺ :( من سأل القضاء واستعان عليه وُكِلَ إليه، ومن لم يسأله ولم يستعن عليه أنزل اللّه عليه مَلَكا يسدده )، وقال اللّه تعالى :﴿ نُّورٌ عَلَى نُورٍ ﴾ [ النور : ٣٥ ]، نور الإيمان مع نور القرآن، وقال تعالى :﴿ أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْه ﴾ [ هود : ١٧ ]، وهو المؤمن على بينة من ربه، ويتبعه شاهد من اللّه، وهو القرآن، شهد اللّه في القرآن بمثل ما عليه المؤمن من بينة الإيمان، وهذا القدر مما أقر به حُذَّاق النظار لما تكلموا في وجوب النظر وتحصيله للعلم، فقيل لهم : أهل التصفية والرياضة والعبادة والتأله تحصل لهم المعارف والعلوم اليقينية بدون النظر، كما قال الشيخ الملقب بالكبيري ـ للرازي ورفيقه، وقد قالا له : يا شيخ، بلغنا أنك تعلم علم اليقين. فقال : نعم ! فقالا : كيف تعلم ونحن نتناظرفي زمان طويل كلما ذكر شيئًا أفسدته، وكلما ذكرت شيئًا أفسده ؟ فقال : هو واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها، فجعلا يعجبان من ذلك ويكرران الكلام، وطلب أحدهما أن تحصل له هذه الواردات فعلمه الشيخ وأدبه حتى حصلت له، وكان من المعتزلة النفاة.


الصفحة التالية
Icon