قوله سبحانه :﴿ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا ﴾ [ الأعراف : ٨٨، ٨٩ ]، ظاهره دليل على أن شعيبا والذين آمنوا معه كانوا على ملة قومهم؛ لقولهم :﴿ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ﴾، ولقول شعيب : أنعود فيها ﴿ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴾، ولقوله :﴿ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم ﴾ فدل على أنهم كانوا فيها. ولقوله :﴿ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا ﴾.
فدل على أن الله أنجاهم منها بعد التلوث بها؛ ولقوله :﴿ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا ﴾، ولا يجوز أن يكون الضمير عائدًا على قومه؛ لأنه صرح فيه بقوله :﴿ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ ﴾ ؛ ولأنه هو المحاور له بقوله :﴿ أَوَلَوْ كُنَّا ﴾ إلى آخرها، وهذا يجب أن يدخل فيه المتكلم، ومثل هذا فى سورة إبراهيم :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴾ الآية [ إبراهيم : ١٣ ].
وَقَالَ شيخ الإسلام :
هذا تفسير آيات أشكلت حتى لا يوجد فى طائفة من كتب التفسير إلا ما هو خطأ فيها، ومنها قوله :﴿ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا ﴾ الآية [ الأعراف : ٨٨ ] وما فى معناها.