قد أخبر الله بأنه بارك فى أرض الشام فى آيات، منها قوله :﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ﴾ [ الأعراف : ١٣٧ ].
ومنها قوله :﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [ الأنبياء : ٧١ ].
ومنها قوله :﴿ تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ [ الأنبياء : ٨١ ].
ومنها قوله :﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً ﴾ [ سبأ : ١٨ ] وهى قرى الشام، وتلك قرى اليمن، والتى بينهما قرى الحجاز ونحوها وبادت.
ومنها قوله :﴿ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [ الإسراء : ١ ].
َقَالَ شيخ الإسلام ـ رَحِمهُ الله :
فصل
قال الله تعالى :﴿ وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ﴾ [ الأعراف : ٢٠٥ ]، فأمر بذكر الله فى نفسه، فقد يقال : هو ذكره فى قلبه بلا لسانه؛ لقوله بعد ذلك :﴿ وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾، وقد يقال : ـ وهو أصح ـ بل ذكر الله فى نفسه باللسان مع القلب، وقوله :﴿ وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾ كقوله :﴿ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ﴾ [ الإسراء : ١١٠ ].