وهذا قاله لغيره ـ أيضًا ـ فقد ثبت في الصحيحين أنه قال :( الأشعريون هم مني وأنا منهم )، وقال عن جُلَيبِيبِ :( هذا مني وأنا منه )، وكل / مؤمن هو من النبي صلي الله عليه وسلم، كما قال الخليل :﴿ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ]، وقال :﴿ وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾ [ البقرة : ٢٤٩ ]، ورووا هذا القول عن على نفسه، وروي عنه بإسناد أجود منه أنه قال : كذب من قال هذا، قال ابن أبي حاتم : ذكر عن حسين بن زيد الطَّحَّان، ثنا إسحاق ابن منصور، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن المِنْهَالِ، عن عبَّاد بن عبد الله قال : قال علي : ما من قريش أحد إلا نزلت فيه آية، قيل : فما أنزل فيك ؟ قال :﴿ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ ﴾ وهذا كذب على على قطعًا. وإن ثبت النقل عن عباد هذا، فإن له منكرات عنه، كقوله : أنا الصديق الأكبر، أسلمت قبل الناس بسبع سنين.
وقد رووا عن على ما يعارض ذلك، قال ابن أبي حاتم، ثنا أبي، ثنا عمرو بن على البَاهِلِي، ثنا محمد بن شِوَاص، ثنا سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قتادة، عن عُرْوَة، عن محمد ابن على ـ يعني ابن الحنفية ـ قال : قلت لأبي : يا أبة ﴿ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ﴾ : إن الناس يقولون : إنك أنت هو، قال : وددت لو أني أنا هو. ولكنه لسانه. قال ابن أبي حاتم : وروي عن الحسن وقتادة نحو ذلك.
قلت : وقد تقدم عن الحسين ابنه أن ( الشاهد منه ) : هو محمد صلي الله عليه وسلم، وإنما تكلم علماء أهل البيت في أنه محمد ردًا على من قال من الجهلة : إنه علي؛ فإن هذه السورة نزلت بمكة، وعلى كان / إذ ذاك صغيرًا لم يبلغ. وكان ممن اتبع الرسول ولو كان ابن رسول الله ليس ابن عمه لم تكن شهادته تنفع. لا عند المسلمين ولا عند الكفار، بل مثل هذه الشهادة فيها تهمة القرابة.