التاسع : أن السيئة إذا كانت من النفس والسيئة خبيثة، كما قال تعالى :﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ﴾ الآية [ النور : ٢٦ ]، قال جمهور السلف : الكلمات الخبيثات للخبيثين، وقال :﴿ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ ﴾ [ إبراهيم : ٢٦ ]، وقال :﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ﴾ [ فاطر : ١٠ ] والأقوال والأفعال صفات للقائل الفاعل، فإذا اتصفت النفس بالخبث فمحلها ما يناسبها، فمن أراد أن يجعل الحيات يعاشرن الناس كالسنانير لم يصلح، بل إذا كان فى النفس خبث طهرت حتى تصلح للجنة، كما فى حديث أبى سعيد ـ الذى فى الصحيح ـ وفيه :( حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أذن لهم فى دخول الجنة ).
فإذا علم الإنسان أن السيئة من نفسه لم يطمع فى السعادة التامة، مع ما فيه من الشر، بل علم تحقيق قوله :﴿ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [ النساء : ١٢٣ ]، ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا ﴾ [ الزلزلة : ٧ ] إلخ. وعلم أن الرب عليم حكيم، رحيم عدل، وأفعاله على قانون العدل والإحسان، كما فى الصحيح :( يمين الله ملأى ) إلى قوله :( والقسط بيده الأخرى ) وعلم فساد قول الجهمية الذين يجعلون الثواب والعقاب بلا حكمة ولا عدل.


الصفحة التالية
Icon