وقد ختم السورة بقوله :﴿ وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ﴾ إلى آخرها [ هود : ١٢١ -١٢٣ ]، كما افتتحها بقوله ﴿ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ ﴾ [ هود : ٢ ]، فذكر التوحيد والإيمان بالرسل، فهذا دين الله فى الأولين / والآخرين، قال أبو العالية : كلمتان يُسْأَلُ عنهما الأولون والآخرون، ماذا كنتم تعبدون، وماذا أَجَبْتُم المرسلين ؟
ولهذا قال :﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [ القصص : ٦٥ ]، و ﴿ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ [ القصص : ٦٢ ]، هو الشرك فى العبادة، وهذان هما الإيمان والإسلام، وكان النبى ﷺ يقرأ تارة فى ركعتى الفجر سورتى الإخلاص، وتارة بآيتى الإيمان والإسلام، فيقرأ قوله :﴿ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا ﴾ الآية [ البقرة : ١٣٦ ]، فأولها الإيمان، وآخرها الإسلام، ويقرأ فى الثانية :﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ ﴾ [ آل عمران : ٦٤ ]، فأولها إخلاص العبادة لله وآخرها الإسلام له.
وقال :﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [ العنكبوت : ٤٦ ]، ففيها الإيمان والإسلام فى آخرها، وقال :﴿ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ﴾ [ الزخرف : ٦٩، ٧٠ ].
فصل