وهنا قال :﴿ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ﴾ [ النساء : ٧٩ ] ولم يقل : وما فعلت، وما كسبت، كما قال :﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [ الشورى : ٣٠ ] وقال تعالى :﴿ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾ [ المائدة : ٤٩ ]، وقال تعالى :﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ﴾ [ التوبة : ٥٢ ]، وقال تعالى :﴿ وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ ﴾ [ الرعد : ٣١ ]، وقال تعالى :﴿ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ﴾ [ المائدة : ١٠٦ ] وقال تعالى :﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾ [ البقرة : ١٥٥، ١٥٦ ].
فلهذا كان قول ﴿ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ ﴾ و ﴿ مِن سَيِّئَةٍ ﴾ متناول لما يصيب الإنسان، ويأتيه من النعم التى تسره، ومن المصائب التى تسوءه.
فالآية متناولة لهذا قطعاً، وكذلك قال عامة المفسرين.
قال أبو العالية :﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ ﴾ قال : هذه فى السراء ﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ ﴾ قال : وهذه فى الضراء.


الصفحة التالية
Icon