والمقصود أن الآية تبطل هذا، ( والقرآن ) اسم للعربي، لقوله :﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ﴾ [ النحل : ٩٨ ]. وأيضًا، فقوله :﴿ نَزَّلَهُ ﴾ عائد إلي قوله :﴿ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ ﴾ [ النحل : ١٠١ ]، فالذي نزله الله هو الذي نزله روح القدس، وأيضًا، قال :﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ﴾ الآية [ النحل : ١٠٣ ]، وهم يقولون : إنما يعَلِّم هذا القرآن العربي بشر لقوله :﴿ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ ﴾ [ النحل : ١٠٣ ]... إلخ، فعلم أن محمدًا لم يؤلف نظما بل سمعه من روح القدس، وروح القدس الذي نزل به من الله، فعلم أنه سمعه منه، لم يؤلفه هو.
ونظيرها قوله :﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً ﴾ [ الأنعام : ١١٤ ] و ( الكتاب ) : اسم للقرآن بالضرورة والاتفاق؛ فإنهم أو بعضهم يفرقون بين كتاب الله وكلامه، ولفظ ( الكتاب ) : يراد به المكتوب فيه، فيكون هو الكلام، ويراد به ما يكتب فيه، كقوله :﴿ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴾ [ الواقعة : ٧٨ ]، وقوله :﴿ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا ﴾ [ الإسراء : ١٣ ]، وقوله :﴿ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ﴾ [ الأنعام : ١١٤ ]، إخبار مستشهد بهم، فمن لم يقر به منا فهم خير منه من هذا الوجه.