وحينئذ، فإن قيل : إن الألف هي ألف المفرد زيد عليها النون، أو قيل : هي علم للتثنية وتلك حذفت، أو قيل : بل هذه الألف تجمع هذا، وهذا معنى جواب ابن كيسان، وقول الفراء مثله في المعني، وكذلك قول الجرجاني، وكذلك قول من قال : إن الألف فيه تُشبه ألف يفعلان.
ثم يقال : قد يكون الموصول كذلك، كقوله :﴿ وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ ﴾ [ النساء : ١٦ ]، فإن ثبت أن لغة قريش أنهم يقولون : رأيت الذين فعلا، ومررت باللذين فعلا، وإلا فقد يقال : هو بالألف في الأحوال الثلاثة، لأنه اسم مبني، والألف فيه بدل الياء في الذين، وما ذكره الفراء، وابن كيسان وغيرهما يدل على هذا، فإن الفراء شبه هذا بالذين، وتشبيه اللذان به أولي، وابن كيسان علل بأن المبهم مبني لا يظهر فيه الإعراب، فجعل مثناه كمفرده ومجموعه، وهذا العَلَم يأتي في الموصول.
يؤيد ذلك، أن المضمرات من هذا الجنس، والمرفوع والمنصوب لهما ضمير متصل ومنفصل، بخلاف المجرور فإنه ليس له إلا متصل؛ لأن المجرور لا يكون إلا بحرف، أو مضاف لا يقدم على عامله، فلا ينفصل عنه، فالضمير المتصل في الواحد الكاف من أكرمتك ومررت بك، وفي الجمع أكرمتكم ومررت بكم، وفي التثنية زيدت الألف في النصب والجر، فيقال : أكرمتكما ومررت بكما، كما نقول في الرفع، ففي الواحد والجمع : فعلت وفعلتم، وفي التثنية : فعلتما بالألف وحدها زيدت علما على التثنية في حال الرفع والنصب والجر، كما زيدت في المنفصل في قوله :( إياكما ) و ( أنتما ).


الصفحة التالية
Icon