منها : أنهم يقولون : فعل العبد ـ حسنة كان أو سيئة ـ هو منه، لا من اللّه، بل الله قد أعطى كل واحد من الاستطاعة ما يفعل به الحسنات والسيئات، لكن هذا عندهم أحْدَث إرادة فَعَل بها الحسنات، وهذا أحدث إرادة فعل بها السيئات، وليس واحد منها من إحداث الرب عندهم.
والقرآن قد فرق بين الحسنات والسيئات، وهم لا يفرقون فى الأعمال بين الحسنات والسيئات إلا من جهة الأمر، لا من جهة كون اللّه خلق الحسنات دون السيئات، بل هو عندهم لم يخلق لا هذا ولا هذا.
لكن منهم من يقول : بأنه يحدث من الأعمال الحسنة والسيئة ما يكون جزاء، كما يقوله أهل السنة.
لكن على هذا، فليست عندهم كل الحسنات من الله، ولا كل السيئات، بل بعض هذا، وبعض هذا.
الثانى : أنه قال :﴿ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ ﴾ [ النساء : ٧٨ ] فجعل الحسنات من عند الله كما جعل السيئات من عند الله، وهم لا يقولون بذلك فى الأعمال، بل فى الجزاء. وقوله ـ بعد هذا ـ :﴿ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ ﴾ و ﴿ مِن سَيِّئَةٍ ﴾ [ النساء : ٧٩ ] مثل قوله :﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ ﴾ وقوله :﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ﴾ [ النساء : ٧٨ ].