وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال : بسوء تدبيرك ـ يعنى كما قاله عبد الله بن أبى وغيره يوم أحد ـ وهم كالذين ﴿ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ﴾ [ آل عمران : ١٦٨ ].
فبكل حال قولهم :﴿ مِنْ عِندِكَ ﴾ هو طعن فيما أمر الله به ورسوله من الإيمان والجهاد، وجعل ذلك هو الموجب للمصائب التى تصيب المؤمنين المطيعين، كما أصابتهم يوم أحد. وتارة تصيب عدوهم، فيقول الكافرون : هذا بشؤم هؤلاء، كما قال أصحاب القرية للمرسلين :﴿ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ﴾ [ يس : ١٨ ]، وكما قال تعالى ـ عن آل فرعون ـ :﴿ فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [ الأعراف : ١٣١ ]، وقال تعالى ـ عن قوم صالح :﴿ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴾ [ النمل : ٤٧ ].
ولما قال أهل القرية :﴿ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴾ [ يس : ١٨، ١٩ ].
قال الضحاك فى قوله :﴿ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ ﴾ يقول : الأمر من قبل اللّه، ما أصابكم من أمر فمن اللّه، بما كسبت أيديكم.
وقال ابن أبي طلحة عن ابن عباس : معايبكم. وقال قتادة : عملكم عند الله.
وفى رواية غير على : عملكم عند الله ولكنكم ﴿ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴾، أى : تبتلون بطاعة اللّه ومعصيته. رواهما ابن أبى حاتم وغيره.
وعن ابن إسحاق قال : قالت الرسل :﴿ طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ﴾ أى : أعمالكم.


الصفحة التالية
Icon