وبهذا ـ والله أعلم ـ سمي ضرب مثل وسمي قياسًا، فإن الضرب : الجمع، والجمع في القلب واللسان، وهو العموم والشمول، فالجمع والضرب والعموم والشمول في النفس معني ولفظًا، فإذا ضرب مثلا فقد صيغ عمومًا مطابقًا، أو صيغ مفردًا مشابهًا، فتدبر هذا فإنه حسن ـ إن شاء الله.
ولك أن تقول : كل إخبار بمَثَلٍ صوره المخبر في النفس، فهو ضرب / مَثَلٍ؛ لأن المتكلم جمع مثلا في نفسه ونفس المستمع بالخبر المطابق للمُخبِر، فيكون المثل هو الخبر وهو الوصف، كقوله :﴿ مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ﴾ [ الرعد : ٣٥ ]، وقوله :﴿ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ﴾ [ الحج : ٧٣ ].
وبَسْطُ هذا اللفظ واشتماله على محاسن الأحكام والأدلة قد ذكرته في غير هذا الموضع.


الصفحة التالية
Icon