وأخبر أنهم هم الذين يرَون ما أنزل إلى الرسول، هو الحق بقوله تعالى :﴿ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ ﴾ [ سبأ : ٦ ]، فدلَّ على أن تَعَلُّم الحجة والقيام بها يرفع درجات من يرفعها، كما قال تعالى :﴿ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء ﴾ [ يوسف : ٧٦ ].
قال زيد بن أسلم : بالعلم. فَرَفعُ الدرجات والأقدار على قدر معاملة القلوب بالعلم والإيمان، فكم ممن يختم القرآن في اليوم مرة أو مرتين، وآخر لا ينام الليل، وآخر لا يفطر، وغيرهم أقل عبادة / منهم، وأرفع قدرًا في قلوب الأمة، فهذا كُرْز بن وَبرَة [ هو كرز بن وبرة الحارثي، أبو عبد الله، تابعي، من أهل الكوفة، يضرب به المثل في التعبد، دخل جرجان غازيا مع يزيد بن المهلب سنة ٩٨هـ. ثم سكنها، وتوفي بها سنة ٧٢٨م ]، وكَهْمَس، وابن طارق، يختمون القرآن في الشهر تسعين مرة، وحال ابن المسيب وابن سيرين والحسن وغيرهم في القلوب أرفع.


الصفحة التالية
Icon