وهو ـ سبحانه ـ أنزل القرآن ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا.
وكثير من الكتب المصنفة في أصول الدين والكلام، يوجد فيها الأقوال المبتدعة دون القول الذي جاء به الكتاب والسنة.
فالشهرستاني [ هو أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد، الشهرستاني من فلاسفة الإسلام كان إمامًا في علم الكلام وأديان الأمم ومذاهب الفلاسفة، يلقب بالأفضل، ولد في شهرستان عام ٤٧٩، وانتقل إلى بغداد عام ٥١٠هـ، فأقام ثلاث سنين وعاد إلى بلده فتوفي بها عام ٥٤٨هـ، من كتبه [ الملل والنحل ]، و [ نهاية الإقدام في علم الكلام ] وغيرهما ] ـ مع تصنيفه في الملل والنحل ـ يذكر في مسألة الكلام / والإرادة وغيرهما أقوالًا ليس فيها القول الذي دل عليه الكتاب والسنة، وإن كان بعضها أقرب.
وقَبْله أبو الحسن كتابه في اختلاف المصلين من أجمع الكتب، وقد استقصي فيه أقاويل أهل البدع. ولما ذكر قول أهل السنة والحديث ذكره مجملًا، غير مفصل. وتصرف في بعضه، فذكره بما اعتقده هو أنه قولهم من غير أن يكون ذلك منقولًا عن أحد منهم.
وأقرب الأقوال إليه قول ابن كُلاَّب.
فأما ابن كلاب، فقوله مشوب بقول الجهمية، وهو مركب من قول أهل السنة وقول الجهمية، وكذلك مذهب الأشعرى في الصفات وأما في القدر والإيمان فقوله قول جهم.
وأما ما حكاه عن أهل السنة والحديث وقال : وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب، فهو أقرب ما ذكره.
وبعضه ذكره عنهم على وجهه، وبعضه تصرف فيه وخلطه بما هو من أقوال جهم في الصفات والقدر، إذ كان هو نفسه يعتقد صحة تلك الأصول.
وهو يحب الانتصار لأهل السنة والحديث وموافقتهم فأراد أن / يجمع بين ما رآه من رأى أولئك، وبين ما نقله عن هؤلاء؛ ولهذا يقول فيه طائفة : إنه خرج من التصريح إلى التمويه. كما يقوله طائفة : إنهم الجهمية الإناث، وأولئك الجهمية الذكور.