وكذلك ما أخبر به من قوله :﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ﴾ [ فصلت : ١٢ ]، ﴿ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ﴾ [ البقرة : ٢٩ ]، وقوله :﴿ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ]، وقوله :﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ﴾ [ البقرة : ٢٢ ]، وقوله في الآية الأخري :﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ [ غافر : ٦٤ ] وهذا في القرآن كثير جدًا.
والأفعال اللازمة، كقوله :﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء ﴾ [ البقرة : ٢٩ ]، ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [ الحديد : ٤ ]، ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ ﴾ [ البقرة : ٢١٠ ]، ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ﴾ [ الأنعام : ١٥٨ ]، وقوله :﴿ وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾ [ الفجر : ٢٢ ].
فأما النوع الأول : فالمسلمون متفقون على إضافتهإلى الله، وأنه هو الذي يخلق ويرزق، ليس ذلك صفة لشيء من مخلوقاته.
لكن هل قام به فعل هو الخلق، أو الفعل هو المفعول والخلق هو المخلوق ؟ وهذا فيه قولان لمن يثبت اتصافه بالصفات. فأما /من ينفي الصفات من الجهمية والمعتزلة، فهم ينفون قيام الفعل به بطريق الأولي.