ولهذا كان المصنفون في التفسير من أهل النقل لا يذكرون عن واحد منهما شيئًا، كمحمد بن جرير، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبي بكر بن المنذر، فضلًا عن مثل أحمد ابن حنبل، وإسحاق بن راهويه.
وقد ذكر غيره هذا عن قريش مطلقًا، كما رواه عبد بن حُمَيْد، /عن وهْب بن مُنبِّه قال : قالت قريش للنبي ﷺ : إن سرك أن ندخل في دينك عامًا وتدخل في ديننا عامًا، فنزلت :﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ حتى ختمها. وعن ابن عباس، قالت قريش :
يا محمد، لو استلمت آلهتنا، لعبدنا إلهك، فنزلت السورة. وعن قتادة قال : أمره الله أن ينادي الكفار فنادهم بقوله :﴿ يَا أَيُّهَا ﴾
وروي ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه، قال : كفار قريش، فذكره، وقال عكرمة : برأه الله بهذه السورة من عبدة جميع الأوثان ودين جميع الكفار، وقال قتادة : أمر الله نبيه أن يتبرأ من المشركين فتبرأ منهم.
وروي قتادة عن زُرَارَة بن أوفي : كانت تسمى :[ المقشقشة ]. يقال : قشقش فلان، إذا برئ من مرضه، فهي تبرئ صاحبها من الشرك.
وبهذا نعتها النبي ﷺ في الحديث المعروف في المسند والترمذي من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل عن أبيه، عن النبي ﷺ قال له :( مجيء ما جاء بك ؟ ). قال : جئت، يا رسول الله؛ لتعلمني شيئًا أقوله عند منامي. قال :( إذا أخذت مضجعك فاقرأ :﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، ثم نم على / خاتمتها، فإنها براءة من الشرك ).


الصفحة التالية
Icon