ومما يبين هذا : أن الشر لم يرد في أسمائه، وإنما ورد في مفعولاته ولم يضف إليه إلا على سبيل العموم، وأضافه إلى السبب المخلوق أو بحذف فاعله، وذلك كقوله تعالى :﴿ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [ الرعد : ١٦ ]، و ﴿ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾ [ الفلق : ٢ ]، وكأسمائه المقترنة مثل، المعطي المانع، الضار النافع، المعز المذل، الخافض الرافع، وكقوله :﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [ الشعراء : ٨٠ ]، وكقوله :﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عليهمْ غَيرِ المَغضُوبِ عليهمْ وَلاَ الضَّالينَ ﴾ [ الفاتحة : ٧ ]، وكقول الجن :﴿ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾ [ الجن : ١٠ ].


الصفحة التالية
Icon