وقد قال تعالى :﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾ [ المعارج : ١٩ : ٢١ ]، قال الجوهري : الهَلَعُ : أفحش الجزع. وقال غيره : هو في اللغة : أشد الحرص وأسوأ الجزع. ومنه قول النبي ﷺ :( شر ما في المرء شح هالع وجبن خالع ). وناقة هلوع : إذا كانت سريعة السير خفيفة، وذئب هُلَعٌ بُلَعٌ، والهلْعُ من الحرص، والبلع من الابتلاع؛ ولهذا كان كلام السلف في تفسيره يتضمن هذه المعاني. فروي عن ابن عباس قال : هو الذي إذا مسه الشر جزوعًا، وإذا مسه الخير منوعًا. وروي عنه أنه قال : هو الحريص على ما لا يحل له. وعن سعيد بن جبير : شحيحًا. وعن عكرمة : ضجورًا. وعن جعفر : حريصًا. وعن الحسن والضحاك : بخيلًا. وعن مجاهد : شرهًا. وعن الضحاك ـ أيضًا : الهلوع : الذي لا يشبع. وعن مقاتل : ضيق القلب. وعن عطاء : عجولًا، وهذه المعاني كلها تنافي الثبات والقوة والاجتماع، والإمساك والصبر، وقد قال تعالى :﴿ لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ [ التوبة : ١١٠ ]، وهذا وإن كان قد قيل : إن المراد به أنها تنصدع فيموتون، فإنه كما قيل في مثل ذلك : قد انصدع قلبه، وقد تفرق قلبي، وقد تشتت قلبي. وقد تقسم قلبي، ومنه يقال للخوف : قد فرق قلبه، ويقال : بإزاء ذلك هو ثابت القلب مجتمع القلب، مجموع القلب.