أما النص، فما تقدم من أنها عوض من غيرها. وعن أبي سعيد/الخدري عن النبي ﷺ قال :( فاتحة الكتاب شفاء من السم ). وقال الحسن البصري : أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب من السماء، أودع علومها أربعة منها : التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم هذه الأربعة الفرقان، ثم أودع علوم القرآن المفصل، ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب، فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع كتب الله المنزلة، ومن قرأها، فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والقرآن. وأما المعنى، فهو أن الله قابلها بجميع القرآن فقال :﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [ الحجر : ٨٧ ] وهذه حقيقة لا يدانيها غيرها فيها. قلت : هذا على قول من جعلها هي السبع المثاني وجعل القرآن العظيم جميع القرآن. قال : ولأنها تسمى [ أم القرآن ] وأم الشيء أصله ومادته ـ ولهذا سمى الله مكة : أم القري؛ لشرفها عليهن ـ ولأنها السبع المثاني؛ ولأنها تشتمل على ما لا تشتمل عليه سورة من الثناء والتحميد للرب تعالى، والاستعانة به والاستعاذة والدعاء من العبد على ما قال النبي ﷺ :( يقول الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ) الحديث المشهور. قال : ولأنه لم ينزل مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في شيء من الكتب، يدل عليه أنها تيسر قراءتها على كل أحد ما لا يتيسر غيرها من القرآن. / وتضرب بها الأمثال؛ ولهذا يقال : فلان يحفظ الشيء مثل الفاتحة. وإذا كانت بهذه المثابة، فغيرها لا يساويها في هذا، فاختصت بالشرف، ولأنها السبع المثاني. قال أهل التفسير : معنى ذلك أنها تثني قراءتها في كل ركعة. قال بعضهم : ثني نزولها على النبي ﷺ. قلت : وفيه أقوال أخر.