والمقصود هنا أن قوله :﴿ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ [ يوسف : ٣ ]، قد قيل : إنه مصدر. وقيل : إنه مفعول به، والقولان متلازمان، لكن الصحيح أن القصص مفعول به وإن كان أصله مصدرًا، فقد غلب استعماله في المقصوص كما في لفظ الخبر والنبأ، والاستعمال يدل على ذلك كما تقدم ذكره، وقد اعترف بذلك أهل اللغة. قال الجوهري : وقد قص عليه الخبر قصصًا، والاسم أيضًا : القَصَصُ ـ بالفتح ـ وضع موضع المصدر حتى صار أغلب عليه. فقوله :﴿ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ كقوله : نخبرك أحسن الخبر، وننبئك أحسن النبأ، / ونحدثك أحسن الحديث. ولفظ [ الكلام ] يراد به مصدر كَلَّمَهُ تَكْليما، ويراد به نفس القول، فإن القول فيه فعل من القائل هو مسمى المصدر، والقول ينشأ عن ذلك الفعل؛ ولهذا تارة يجعل القول نوعا من العمل لأنه حاصل بعمل، وتارة يجعل قسيما له يقال : القول والعمل وكذلك قد يقال في لفظ [ القصص ]، و [ البيان ]، و [ الحديث ] و [ الخبر ] ونحو ذلك.


الصفحة التالية
Icon