وقد قال تعالى :﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [ النحل : ٩٨ ]، وقال تعالى :﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [ الإسراء : ٤٥ ]، وقال تعالى :﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ ﴾ [ الأعراف : ٢٠٤ ]، وهم إنما يستمعون الكلام نفسه ولا يستمعون/مسمى المصدر الذي هو الفعل، فإن ذلك لا يسمع، فقوله :﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عليك أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ [ يوسف : ٣ ]، من هذا الباب، من باب نقرأ عليك أحسن القصص، ونتلو عليك أحسن القصص، كما قال تعالى :﴿ نَتْلُوا عليك مِن نَّبَإِ موسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ ﴾ [ القصص : ٣ ]، وقال :﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ ﴾ [ القيامة : ١٨ ]. قال ابن عباس : أي قراءة جبريل. ﴿ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ : فاستمع له حتى يقضي قراءته.
والمشهور في قوله :﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ ﴾ [ الإسراء : ٤٥ ] أنه منصوب على المفعول به، فكذلك ﴿ أّحسن القصص ﴾، لكن في كليهما معنى المصدر أيضًا كما تقدم، ففيه معنى المفعول به ومعنى المصدر جميعا، وقد يغلب هذا كما في قوله :﴿ إِنَّ علينا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [ القيامة : ١٧ ]، فالمراد هنا نفس مسمى المصدر، وقد يغلب هذا تارة كما في قوله :﴿ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ ﴾ [ الأعراف : ٤٠٢ ]، وقوله :﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ على أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ﴾ [ الإسراء : ٨٨ ]، وقوله :﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [ الإسراء : ٩ ]، وغالب ما يذكر لفظ [ القرآن ] إنما يراد به نفس الكلام، لا يراد به التكلم بالكلام الذي هو مسمى المصدر.