وقد روى أبو عبيد في [ فضائل القرآن ] عن بعض التابعين فقال : حدثنا حجاج، عن المسعودي، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة قال : مل أصحاب رسول اللّه ﷺ ملة فقالوا : يارسول اللّه، حدثنا، فأنزل اللّه تعالى :﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ﴾ قال : ثم نعته فقال :﴿ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ إلى آخر الآية [ الزمر : ٢٣ ]، قال : ثم ملوا ملة أخرى فقالوا : يارسول اللّه، حدثنا شيئا فوق الحديث ودون القرآن - يعنون القصص - فأنزل اللّه :﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ ـ إلى قوله ـ ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عليك أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إليكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [ يوسف : ١ : ٣ ]، قال : فإن أرادوا الحديث دلهم على أحسن الحديث، وإن أرادوا القصص دلهم على أحسن القصص. ورواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن مرفوعا عن مصعب بن سعد، عن سعد قال : نزل على رسول اللّه ﷺ القرآن فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا : يارسول اللّه، لو قصصت علينا. فأنزل اللّه تعالى :﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ.... نَحْنُ نَقُصُّ عليك أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ [ يوسف : ١ : ٣ ]، /فتلاه عليهم زمانًا.


الصفحة التالية
Icon