وروى ابن أبي حاتم عن قتادة :﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عليك أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ قال : من الكتب الماضية وأمور اللّه السالفة في الأمم :﴿ بِمَا أَوْحَيْنَا إليكَ هَذَا الْقُرْآنَ ﴾ [ يوسف : ٣ ]. وهذا يدل على أن أحسن القصص يعم هذا كله، بل لفظ [ القصص ] يتناول ما قصه الأنبياء من آيات اللّه غير أخبار الأمم، كقوله تعالى :﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عليكمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا على أَنفُسِنَا ﴾ [ الأنعام : ١٣٠ ]. وقال في موضع آخر :﴿ يَتْلُونَ عليكمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ ﴾ [ الزمر : ٧١ ]، وقد قال تعالى :﴿ وَأَنزَلْنَا إليكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عليه ﴾ [ المائدة : ٤٨ ]. وروى ابن أبي حاتم بالإسناد المعروف، عن ابن عباس قال : مؤتمنًا عليه. قال : وروي عن عكرمة والحسن وسعيد بن جبير وعطاء الخراساني أنه الأمين. وروي من تفسير الوالبي، عن ابن عباس قال : المهيمن : الأمين. قال : على كل كتاب قبله. وكذلك عن الحسن قال : مصدقا بهذه الكتب وأمينًا عليها. ومن تفسير الوالبي أيضًا عن ابن عباس ﴿ وَمُهَيْمِنًا عليه ﴾ قال : شهيدًا، وكذلك قال السدي عن ابن عباس. وقال في قوله :﴿ وَمُهَيْمِنًا عليه ﴾ : على كل كتاب قبله. قال : وروي عن سعيد بن جبير وعكرمة وعطية وعطاء الخراساني ومحمد بن كعب وقتادة والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحو ذلك، وابن أبي حاتم قد ذكر في أول كتابه في التفسير : أنه طلب منه إخراج تفسير القرآن مختصرًا بأصح الأسانيد، وأنه تحري إخراجه بأصح الأخبار إسنادًا وأشبعها متنًا. وذكر إسناده عن كل من نقل عنه شيئًا.


الصفحة التالية
Icon