فهذا حسد غبطة، الحامل لصاحبه عليه حبُّ خصال الخير والتشبه بأهلها والدخول في جملتهم، فيحدث له المنافسة والمسارعة مع محبته لمن يغبطه وتمني دوام نعمة الله [عليه] (٣٤)، فهذا لا يدخل في الآية بوجه ما وهذه السورة من أكبر أدوية المحسود. فإنها تتضمن التوكل على الله والالتجاء إليه والاستعاذة به من شر حاسد النعمة، والله تعالى أعلم (٣٥).
وأما سورة الناس فقد تضمنت أيضًا مستعاذ به ومستعاذ منه ومستعيذًا.
فأما المستعاذ به: فهو الله رب الناس ملك الناس إله الناس، فذكر ربوبيته للناس وملكه إياهم وإلهيته لهم ولا بد من مناسبة في ذكر ذلك في الاستعاذة من الشيطان، فأضافهم في الكلمة الأولى إلى ربوبيته المتضمنة لخلقهم وتربيتهم وتدبيرهم وإصلاحهم (٣٦) مما يفسدهم.


الصفحة التالية
Icon