(٥) مختصر زاد المعاد.
(٦) مختصر الشرح الكبير والإنصاف.
ويعد هذا الكتاب من سلسلة هذه المختصرات، وهو كتاب آخر لابن القيم يختصره الشيخ للإمام ابن القيم بعد "زاد المعاد".
والجدير بالذكر أن للمختصرات أثرًا كبيرًا في الدعوة، فما من دعوة إصلاحية تبرز إلا وتظهر معها الحاجة لرسائل صغيرة مختصرة تُبَث بين أبناء، الأمة تسهيلاً للعلم، وتذليلاً لصعابه على قلوب العامة ومحاكات لمداركهم، وإنزالاً للناس منازلهم والتدرج معهم، فالعلم مراتب ودرجات، لا بدَّ للداعية الفطن من خطوات أولية لتقريب هذا الدين للناس، فالناس ليس لكلهم القدرة والقابلية على قراءة المطولات وكتب أهل العلم، سيما كتابات شيخ الإسلام وتلميذه الإمام ابن القيم التي تتسم بالطول وكثرة الشجون والتفرعات والردود، فيشعر القارئ بتشابك في المعلومات وبُعد عن الغاية المطلوبة فيضل السبيل بين التفرعات والاستطرادات، لذا برزت أهمية الاختصار والتهذيب، وإنها لمهمة دعوية قيمة، فليس كل من اختصر أجاد، فإن تقدير التقديم والتأخير والحذف أمرٌ لا يقدّره إلا أهله.
ولله الحمد فإن رسالتنا المختصرة هذه حسبها أن يختصرها إمام من الأئمة وفحل من الفحول، وتلك هي وأيم الله منّة على الأمة أن يختصر أهل العلم بعضهم لبعض.
وقد اكترث من الكلام على المختصرات؛ لأننا نسمع بين الحين والآخر نقد للمختصرات المبثوثة في المكتبات، ولعل كلام الناقد البصير محمول على ما يفعله بعض التجار، أو حتى طلبة العلم أحيانًا من إخلال في مختصراتهم وعبث في كتابات علماء الأمة.


الصفحة التالية
Icon