وللشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قدرة عجيبة في تيسير العلوم الشرعية للناس، فقد يسّر أمر التوحيد والعقيدة الإسلامية برسائله الصغيرة، وكتاباته التي بارك الله فيها فكانت سببًا لإنقاذ الأمة من دياجير الظلمات، وأوحال الشرك التي تلطخت به فكانت كتاباته بحق من قبيل السهل الممتنع، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
الطبعة السابقة للكتاب :
نشر الدكتور الفاضل فهد بن عبد الرحمن الرومي، الأستاذ المشارك ورئيس قسم الدراسات القرآنية بالكلية المتوسطة لإعداد المعلمين بالرياض هذا الكتاب وجعله قسمين الأول سماه "تفسير سورة الفلق" والثاني "تفسير سورة الناس".
نشر الرسالة الأولى في "مجلة البحوث الإسلامية" التي تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في العدد "٢٧"، ثم نشرتها مكتبة التوبة سنة (١٤١٠ هـ)، أما الثانية فقد نشرته نفس الدار سنة (١٤١٣ هـ)، والحقيقة أن طبعة الدكتور جزاه الله خيرًا للكتاب خدمة للعلم، ولنا عليه ملاحظات كانت وراء إعادة نشر هذه الرسالة:
الأولى: نشر الدكتور الرسالة بعنوان "تفسير سورة الفلق" تأليفل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وهذا خطأ فالكتاب مختصر لتفسير المعوذتين، وليس تأليفًا والفرق واضح بين الاختصار والتأليف.
الثانية: فَصْل المخطوطة برسالتين أمرٌ لا يقبله البحث العلمي فالمخطوطة واحدة في جميع نسخها والموضوع مترابط فالمعوذتان جمعهما رسول الله ؟ بقوله: (ما تعوذ المعوذون بمثلها)، وكذا أفعال الصحابة والسلف، وابن القيم سمي تفسيره المعوذتين، وكذا ابن تيمية وغيره فالفصل مرفوض من الناحية العلمية والموضوعية.
الثالثة: هناك في طبعة الدكتور إضافات على النص لا يوجد في مخطوطته التي اعتمدها، وقد أشرت لها في الهوامش.
الرابعة: اعترض الدكتور على الإمام ابن القيم عدّة مرات، استعجل فيها بالنقد على ابن القيم وكان الحق مع ابن القيم.


الصفحة التالية
Icon