وكان الشيخ في أثناء مقامه في البصرة ينكر ما يرى ويسمع من الشرك والبدع، ويحث على طريق الهدى والاستقامة، ويبين دلائل التوحيد، ويعلن للناس أن الدعوة كلها لله ولا يجوز صرف شيء منها لغير الله، ويبين لهم أن دعاء الصالحين ليس من محبتهم في شيء، وإنما محبتهم باتباعهم فيما كانوا عليه من الهدى والدين١.
وقد كان لدعوته قبول حسن لدى شيخه المجموعي، إذ قرر الشيخ له توحيد العبادة، ومعنى لا إله إلا الله، فانتفع شيخه بذلك حتى لقد قال ابن بشر:
أخبرني شيخنا القاضي عثمان بن منصور الناصري قال: أخبرني رجل في مجموعة البصرة بأن أولاد ذلك العالم الذي قرأ عليه الشيخ محمد هم أحسن أهل بلدهم بالصلاح، ومعرفة التوحيد، وهذا – والله أعلم- ببركة اجتماع بوالدهم٢.
ثم رحل الشيخ إلى الأحساء:
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن: "ثم إن شيخنا "رحمه الله تعالى" بعد رحلته إلى البصرة رحل إلى الأحساء ثم رجع من الأحساء إلى البصرة" ٣.
ومن العلماء الذين أخذ عنهم الشيخ في الأحساء الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي الأحسائي، وأجازه بما في ثبت الشيخ عبد الباقي، كما لقي الشيخ عبد الله بن فيروز وغيرهم٤.
٢ عنوان المجد "١: ٨".
٣ الدرر السنية "٩: ٢١٦".
٤ انظر عنوان المجد "١: ٨" والدرر السنية "٩: ٢١٦" وتحفة المستفيد بتاريخ الأحساء القديم والجديد "١: ١٢٥" "٢: ٧٤" وكتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب.. لأحمد بن حجر آل بوطامي ص"١٩".
والأحسائي المذكور له ذكر في عنوان المجد "١: ٨" والدرر السنية "٩: ٢١٦" وتحفة المستفيد "١: ١٢٥" "٢: ٧٤" ويذكر من المناوئين للدعوة. انظر دعاوى المناوئين ص "٤٢".
وابن فيروز هو: عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن محمد بن فيروز الوهيبي التميمي ولد سنة "١١٠٥" هـ وأخذ عن والده وخاله الشيخ عبد الوهاب ابن سليمان بن علي وغيرهما، مهر في الفقه وأصوله وأصول الدين وغيرها. وكان سلفي العقيدة. وتوفي سنة "١١٧٥"هـ.
قاله ابن بسام في "علماء نجد خلال ستة قرون" "٢: ٦٢٧، ٦٢٨".