أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} ١، فيها الاستدلال بإنزال المطر، وأن غيره لا يقدر عليه٢.
ونحوه أيضاً قوله عند قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً﴾ الآية٣.
حيث يقول تسخير البحر، وأنه الذي فعله لا غيره ٤.
فقوله: أن الذي فعله لا غيره، هو تقرير لربوبية الله وتفرده بالتعرف والإنعام لم ومما يدل على التفرد هنا الحصر في الآيتين.
وقد نص الشيخ على طرق أخرى من أساليب الحصر مستفيداً منها كالحصر "بإنما" في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ ٥ حيث يقول: حصر الكذب فيمن لم يؤمن بآيات الله٦.
والحصر المستفاد من توسط الضمير كما في قوله تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ﴾ الآيات إلى قوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ ٧ حيث يقول:- ذكر حصر الغفلة فيهم.
- حصر الخسران في الآخرة فيهم٨.
ومن الأساليب التي نص الشيخ عليها مراراً مستفيداً من دلالتها الاستفهام بأنواعه من إنكار أو تقرير أو نحوه.
٢ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٢٠٣".
٣ سورة النحل: آية "١٠".
٤ مؤلفات الشيخ/القسم الرابع/ التفسير ص"٣٠٣".
٥ سورة النحل: آية "١٠٥".
٦ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٣٢٩".
٧ سورة النحل: آية "١٠٦- ١٠٩".
٨ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص"٢٣٠".