سادساً:- قيمة تفسير الشيخ العلمية.
لتفسير الشيخ "رحمه الله" قيمه علمية لا يستهان بها، وتلك القيمة لما تميز به هذا التفسير من ميزات قد لا تتوفر في كثير من كتب التفاسير منها:
١- سلفية مؤلفه ومنهجه القويم في الاعتقاد وبالتالي الاتجاه والدعوة والأسلوب فقد درس تفاسير السلف وأقوالهم وكتبهم وتضلع من ذلك كما تشير إليه مصادر ترجمته، وكما تشعر به مؤلفاته ورسائله ودعوته كلها.
فلذا كان من الطبيعي أن يصطبغ تفسيره بتلك الصبغة السلفية، فلا تحريف ولا تأويل؛ ولذا يأنس إليه كل ذي التماس لهذا المنهج وانتماء إليه.
وكم يسر طالب العلم الحق عندما يجد من يثق فيه معتقداً وعلماً يفسر له آية من كتاب الله، إذ سيطمئن إلى تفسيره لهذه الآية على وجهها، ويأمن من أن يدس له السم في العسل- كما يقال- من حيث لا يشعر.
٢- اهتمامه البالغ بالتعرض للآيات المتعلقة بالعقيدة مباشرة، تفسيراً واستنباطاً، إذ فاق اهتمامه بها اهتمام كثير من المفسرين ففسر تلك الآيات مستفيداً من أقوال المحققين من السلف، ومستنيراً بها، فاجتمع في تفسيره من الاستنباطات العقدية الكثير جداً، مما لم يبلغه كثير من التفاسير، ولم يهتم به كثير من المفسرين.
٣- ما يلمح في تفسيره من اهتمام بالنواحي الإصلاحية للحياة، ومعالجة للمجتمع بآيات الكتاب العزيز، الذي جعله الله تبياناً لكل شيء، بربطه به، ولفت الأنظار إلى تدبر كتاب الله الذي يسره لكل مدكر، فلم يقف عند مجرد سرد أقوال المفسرين بل استفاد منها مع ما آتاه الله من الفهم، ومعرفة شأن القرآن، وأحوال المجتمع.
٤- الشمولية في الاستنباط إذ لا يقصر النظر على جانب واحد في الآية بل يستنبط كل ما يظهر تعرض الآية له أوجله. ولا أريد أن استبق الأمور فكل هذه الميزات والجوانب سيأتي إيضاحها في موضعها من الدراسة إن شاء الله تعالى.