وأختم ما يحضرني من ميزات تفسير الشيخ بما ذكره الدكتور: فهد الرومي بقوله:
٥- ذلكم التأثير العجيب الذي يشعر به قارئ مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب "رحمه الله" إذا قرأها بتمعن وتأمل وتجرد فلا يكاد يقرأ فيها حتى يحس بتدفق تأثيرها في قلبه، ويشعر بسريانها في كوامنه، وما تزال تدب في مشاعره دبيب الوعي في النائم عند استيقاظه حتى يجد نفسه وقد أشرف على حقيقة كان يجهلها، أو على الأقل غابت عن ذهنه١.
وقد قال بنحو قوله من قبل الأستاذ مسعود الندوي، حيث قال عن مؤلفات الشيخ رحمه الله: "ولكن هناك جوهرة ثمينة أخرى في مكتوباته ونادراً ما نراها في التراث الإسلامي كله.. وإن سمحتم نعبر عنها "بالروح ".. فإن كل سطر من سطوره مملوء بالتأثير، ولعل سببه كامن في ذلك الشعور الديني الوقاد الذي كان يقض مضجعه طوال حياته.. ٢.
وهذا هو ما استطعت بيانه مما يبين قيمة تفسيره مع هذه العجالة وقد يتبين لناظر في تفسيره غيري أكثر مما تبين لي.

١ مقدمة تحقيق تفسير سورة الفاتحة للشيخ محمد بن عبد الوهاب تحقيق الدكتور فهد الرومي ص "١١، ١٢".
٢ "محمد بن عبد الوهاب، مصلح مظلوم، ومفترى عليه" للأستاذ مسعود الندوي ص "١٣٥".


الصفحة التالية
Icon