فعلنا ذلك لحكمة وهى "إعطاؤنا"١ إياه العلم والعمل٢.
وقوله٣: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ "أي"٤: الذي يجري ما أراد لاما أراد العباد
"كما لم يعمل"٥ كيدهم في يوسف.
وقوله: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ ما أعظمها من فائدة لمن "فهمها"٦!
﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾.
تقول العرب: بلغ أشده أي منتهى شبابه٧.
"قيل"٨: الحلم٩. وقيل: أكثر من ذلك١٠.

١ في "ض" و"س": إعطائنا.
٢ تقدم ذكر الشيخ عن مجاهد أن المراد بتأويل الأحاديث: عبارة الرؤيا، واقتصر عليه هنالك، بينما فسرها الشيخ هنا بإعطاء العلم والحكم فلعله يرى أن تأويل الأحاديث أعم من مجرد تفسير الرؤيا كما ورد نحو ذلك عن ابن زيد حيث قال: تأويل الكلام: العلم والحكم، وكان يوسف أعبر الناس وقرأ ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً﴾.
انظر تفسير الطبري "١٥٣، ١٥٤: ١٢" والبحر المحيط لأبي حيان "٥: ٢٨١" وزاد المسير "١٨١: ٤".
٣ في "س": وقال.
٤ ساقطة من "ب".
٥ في "ب" "كالم يعلم".
٦ في هذا إشارة إلى عدم الاغترار بما عليه السواد الأعظم. وهو ما ينبه إليه الشيخ كثيرا. انظر ما تقدم في قسم الدراسة ص "٢١٠" وما بعدها.
٧ انظر في هذا المعنى مجاز القرآن لأبى عبيده "١: ٣٠٥"تفسير الطبري "٨: ٨٥" "١٧٦: ١٢" وكتاب الأضداد للأنباري "٢٢٤" وتفسير البغوي "٤١٧: ١٢".
٨ في "س": وقيل.
٩ قاله زيد بن أسلم والشعبي وربيعة ومالك أخرجه عنهم ابن أبي حاتم في تفسيره "ص٨٥، ٨٦، ٨٧" أثر "١٤٨، ١٤٧، ١٤٦، ١٤٥" وعزاه السيوطي إخراجه عن الشعبي لعبد بن حميد أيضا. انظر الدر المنثور "٥١٨: ٤".
١٠ حيث قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: ثلاث وثلاثون سنة.
وقال الضحاك: عشرون سنة.
وقال الحسن أربعون سنة.
وقال عكرمة.: خمس وعشرون..........=


الصفحة التالية
Icon