﴿قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.
يقول عليه السلام: إني عليم بتعبير الرؤيا هذه وغيرها، فلا يأتيكما طعام "في المنام"١ إلا نبأتكما بتأويله قبل إتيانه فكيف بغير ذلك!
ففيه مسائل:
الأولى: ذكر العالم أنه من أهل العلم عند الحاجة، ولا يكون من تزكية النفس.
الثانية: إضافة هذه النعمة العظيمة إلى معطيها سبحانه وتعالى لا إلى فهم الإنسان واجتهاده.

= وأما عند المتأخرين من المتفقهة والمتكلمة ونحوهم فهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به.
انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية "٢٨٨: ١٣- ٢٩٤"
وانظر: الصواعق المرسلة لابن القيم "١: ١٧٠ وما بعدها" فقد أفاد وأجاد كعادته رحمه الله. وانظر لسان العرب "١١: ٣٢": أول.
١ في "ض"، والمطبوعة: "فلا يأتيكما طعام ترزقانه".
وفي "س":- "قال لا يأتيكما طعام في المنام" وكذا في "ق".
وفي "ب" ما لم أثبته. والأظهر أن الكلام مسوق مساق التفسير ولهذا قيد بالمنام كما عند الطبري في تفسيره "٢١٧: ١٢".


الصفحة التالية
Icon