فالمخلوق من سلالة آدم، ومن نطفة ذريته١.
٣- وقال عند تفسير قوله تعالى إخباراً عن مقالة يوسف: ﴿مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ ٢ ما نصه:
قوله: ﴿مِنْ شَيْءٍ﴾ عام كل ما سوى الله، وهذه المسألة هي التي غلط فيها أذكياء العالم، وعقلاء بني آدم، كما قال تعالى: ﴿كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ﴾ ٣.
٤- وقال عند تفسير قوله تعالى: ﴿كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ﴾ ٤. ما نصه:
الإخبار بعذابهم من حيث لا يشعرون، بضد من يرزقه من حيث لا يحتسب٥. أ. هـ فهو يريد أن يلفت الأنظار إلى نكتة عظيمة هنا وهي أنه كما أتى المكذبين عذاب من حيث لا يشعرون لتكذيبهم، أتى المتقين رزق من حيث لا يحتسبون لتقواهم. كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ ٦.
ومما يدل على تمشية مع هذا المنهج – أعني تفسير القرآن بالقرآن – ما أمكن – ما نراه من جمع للآيات التي يبين بعضها بعضا ويظهر من مجموعها بيان معنى معين في بعض أبواب كتاب التوحيد كما يأتي الإشارة إليه في موضعه إن شاء الله تعالى٧.
مما به يتبين هذا الجانب في تفسيراته واستنباطاته.
٢ سورة يوسف "٣٨".
٣ سورة الشورى آية "١٣" وانظر مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٤٥" وانظر قسم التحقيق ص "٣٢٩".
٤ سورة الزمر آية "٢٥".
٥ انظر مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٣٢٧".
٦ سورة الطلاق آية "٢، ٣".
٧ انظر فيما يأتي ص "١٢٨".