المبحث الأول: معرفته باللغة ومدى اهتمامه بها في تفسيره.
لغة التأليف عند الشيخ لغة عربية فصيحة، ومن استعرض كتبه من تفسير وغيره مما أراد به التأليف تبين له ذلك، بل إنه ينص في تفسيره أحيانا على بعض المسائل أو المعاني اللغوية، إذا احتاج إليها، إذ ليس من منهجه الاهتمام بالتشقيقات اللغوية لذاتها، فليست هي الغرض من التفسير عنده، بل الغرض فهم كتاب الله، والاستنباط منه، والاهتداء بهديه، واللغة وسيلة لذلك، وتفسير الشيخ للقرآن، واستنباطه منه، وعمله بهداه دليل على فهمه ومعرفته، ولا يمكن ذلك إلا بمعرفة اللغة العربية الصحيحة، فأنى لمن لا يفهم العربية أن يفهم فضلا عن أن يستنبط! اللهم الآن ترجمت له المعاني.
ومن نص الشيخ على بعض المسائل اللغوية قوله عند قول الله تعالى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ الآية١: تقول العرب: بلغ أشده أي منتهى شبابه٢.
وقوله عند قول الله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ الآية٣: يقال: "جهزت القوم" إذا هيأت لهم جهاز السفر.
والرحل: كل ما يعد للرحيل من وعاء للمتاع، ومركب للبعير، وحلس وغير ذلك٤.
وقوله عند قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي﴾ ٥ الآية: قبل أي شيء نريد وقد ردت بضاعتنا: ﴿وَنَمِيرُ أَهْلَنَا﴾ أي نأتي لهم بالطعام، يقال: مار وأهله

١ سورة سورة يوسف: آية "٢٢".
٢ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٣٥" وانظر قسم التحقيق ص "٣٠٦".
٣ سورة يوسف: آية "٥٩".
٤ مؤلفات الشيخ / القسم الرابع/ التفسير ص "١٥٩" وانظر قسم التحقيق ص "٣٥٨".
٥ سورة يوسف: آية "٦٥".


الصفحة التالية
Icon