قال القرطبي٤ في شرحه لصحيح مسلم :( الحديث دليل على أن كثرة السجود أفضل من طول القيام وهي مسألة اختلف العلماء فيها فذهبت طائفة إلى ظاهر هذا الحديث وذهبت طائفة أخرى إلى أن طول / القيام أفضل متمسكين بقوله ( :" أفضل الصلاة طول القنوت "٥، وفسروا القنوت بالقيام، كما قال تعالى :" وقوموا لله قانتين "٦ ذكر هذه المسألة والخلاف فيها الترمذي، والصحيح من فعل النبي ( أنه كان يطول في قيام صلاة الليل وداوم على ذلك إلى حيث موته فدل على أن طول القيام أفضل ويحتمل أن يقال أن ذلك يرجع إلى حال المصلي فرب مصلٍ يحصل له في حال القيام من الحضور والتدبر والخشوع ما لا يحصل له في السجود ورب مصلٍ يحصل له في السجود من ذلك ما لا يحصل له في القيام فيكون الأفضل الحال التي حصل له فيها ذلك المعنى وهو روح الصلاة والله تعالى أعلم )٧أهـ.
٢- مرافقة النبي ( في الجنة : لما ثبت في صحيح مسلم من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أبيت مع رسول الله ( فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي :" سل " فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة. قال ( :" أو غير ذلك ؟ " قلت : هو ذاك، قال :" فأعني على نفسك بكثرة السجود ".
٣- يرفع الله به الدرجات، ويحط به السيئات : لما ثبت عنه ( :" ما من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه سيئة "٨.
٤- إذا سجد بن آدم اعتزل الشيطان يبكي، لما ثبت عنه ( أنه قال :" إذا قرأ بن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويله أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت أنا بالسجود فعصيت فلي النار"٩.
٥- أقرب ما يكون العبد من الله إذا سجد : لما ثبت عنه ( أنه قال :" إن أقرب ما يكون العبد من الله تعالى أن يكون ساجداًُ "١٠.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه :" أقرب ما يكون العبد إلى الله عز وجل إذا سجد فأكثروا الدعاء عند ذلك "١١.