لقد أختلف الصحابة رضوان الله عليهم في أمر الغنائم فقال من جمعها : هي لنا. وقال من هزم العدو لولانا ما أصبتموها، وقال الذين يحرسون رسول الله ﷺ ما أنتم بأحق بها منا. قال عبادة بن الصامت : فنزعها الله من أيدينا. فجعلها إلى رسول الله ﷺ فقسمه بين المسلمين على السواء فكان في ذلك تقوى الله، و طاعة رسوله، و إصلاح ذات البين وأنزل الله تعالى قوله :( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ) وفي قوله تعالى :( واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل إن كنتم أمنتم بالله و ما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان و الله على كل شئ قدير ) أي أعلموا أيها المؤمنون أنما غنمتم من أموال المشركين في الحرب سواء قليلا أو كثيرا ( فإن لله خمسه ) قال المفسرون : تقسم الغنيمة خمسة أقسام، فيعطى الخمس لمن ذكر الله تعالى في هذه الآية، و الباقي يوزع على الغانمين " للرسول " أي سهم من الخمس يعطى للرسول صلى الله عليه و سلم، " ولذي القربى " أي قرابة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهم بنو هاشم و بنو عبد المطلب، " و اليتامى و المساكين وابن السبيل " أي و لهؤلاء الأصناف من اليتامى الذين مات آباؤهم، و الفقراء من ذوي الحاجة، و المنقطع في سفره من المسلمين.
٤. مهادنة العدو :
من أحكام الجهاد الواردة في سورة الأنفال إمكانية مهادنة العدو كما قال الله تعالى في سورة الأنفال :( و إن جنحوا للسلم فأجنح لها و توكل على الله ) فهذه الآية الكريمة تبين أن العدو إذا مال للصلح و المهادنة فيمكن الميل إليه و إجابتهم إلى ما طلبوا إن كان في ذلك مصلحة للمسلمين.
٥. الثبات للعدو و ترك الفرار من الزحف :