وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال : التقى النبي ﷺ والمشركون في بعض مغازيه فاقتتلوا فمال كل قوم إلى عسكرهم وفي المسلمين رجل لا يدع من المشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها فضربها بسيفه، فقيل : يا رسول الله ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان. فقال : إنه من أهل النار. فقالوا : أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار ؟ فقال رجل من القوم : لأتبعنه فإذا أسرع و أبطأ كنت معه حتى جرح، فاستعجل الموت، فوضع نصاب سيفه على الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبي ﷺ فقال : أشهد أنك رسول الله. فقال : وما ذاك فأخبره، فقال : إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإنه من أهل النار ويعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة.
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
أما إذا غزا وهو يُريد غرضا دنيوياً، فليس له إلا ما نوى، وإن ذهبت نفسه.
قال عليه الصلاة والسلام : من غزا ولا ينوي في غزاته إلا عقالا فله ما نوى. رواه الإمام أحمد وغيره، وهو حديث صحيح.
ضرورة وجود إمام أو أمير :
لا يقوم الجهاد إلا بإمام أو أمير، يُرجع إليه عند الحاجة، ويُردّ إليه عند الاختلاف ولم يُنقل عن النبي ﷺ أنه سيّر سرية أو بعث بعثا أو أنفذ جيشاً دون أن يؤمّر عليه أميرا، وقد أمّر النبي ﷺ ثلاثة من الصحابة على جيش مؤتة، وهم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحه رضي الله عنهم.
وضوح الهدف و بيان القصد :
جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه. فمن في سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. (٤٧)