﴿وَالسَّلْوَى﴾ طائر يشبه السُّمَانَى لا واحد له.
﴿وَمَا ظَلَمُونَا﴾ أي ما نقصونا.
﴿وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ أي ينقصون.
والظلم يتصرَّف على وجوه قد بينتها في كتاب "المشكل" (١).
٥٨- وقوله: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ رفع على الحكاية. وهي كلمة أمروا أن يقولوها في معنى الاستغفار، من حَطَطْتُ. أي حُطَّ عَنَّا ذنوبنا.
٥٩- ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ أي قيل لهم: قولوا: حِطَّةٌ فقالوا: حِطَّا سُمْقَاتَا، يعني حنطة حمراء. (٢).
و (الرِّجْزُ) العذاب.
٦٠- ﴿وَلا تَعْثَوْا﴾ من عَثِيَ. ويقال أيضا من عَثَا، وفيه لغة أخرى عَاثَ يَعيثُ. وهو أشد الفساد.
وكان بعض الرواة ينشد بيت ابن الرقاع:

لولا الحياءُ وأنَّ رأسي قد عَنَا فيه المشيبُ لزرتُ أُمَّ القاسِمِ (٣)
وينكر على من يرويه: "عسا". وقال: كيف يَعْسُو الشيبُ وهو
(١) راجع تأويل مشكل القرآن ٣٥٩.
(٢) في تفسير القرطبي ١/٤١١ "روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجدا وقولوا: حطة يغفر لكم خطاياكم، فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة. وأخرجه البخاري وقال: "فبدلوا وقالوا: حطة حبة في شعرة" وفي غير الصحيحين: "حنطة في شعر". وقيل: قالوا: "هطا سمهاثا" وهي لفظة عبرانية تفسيرها: حنطة حمراء، حكاه ابن قتيبة، وحكاه الهروي عن السدي ومجاهد". وانظر الدر المنثور ١/٧١.
(٣) البيت له في الشعر والشعراء ٢/٦٠٢ والكامل ١/١٢٧ واللسان ١٩/٢٥٤ والأغاني ٨/١٨١، ١٨٢ وأمالي المرتضى ١/٥١١ وسمط اللآلي ٥٢١.


الصفحة التالية
Icon