إلى أن يرقّ في كبر الرجل ويلين، أقرب منه إلى أن يغلظ ويعسوَ أو يصلب؟ واحتج بقول الآخر:
* وَأَنْبَتَتْ هَامَتُهُ المِرْعِزَّى *
يريد أنه لما شاخ رقَّ شعره ولان، فكأنه مِرْعِزَّى [والمرعزى: نبت أبيض].
٦١- (وَالْفُومُ) فيه أقاويل: يقال: هو الحنطة، والخُبْزُ جميعا. قال الفرّاء (١) هي لغة قديمة يقول أهلها: فَوِّمُوا، أي: اخْتَبِزُوا. ويقال: الفوم الحبوب.
ويقال: هو الثوم. والعرب تبدل الثاء بالفاء فيقولون جَدَث وجَدَف. والمَغَاثِير والمَغَافِير (٢). وهذا أعجب الأقاويل إليّ؛ لأنها في مصحف عبد الله: "وثومها" (٣).
﴿وَبَاءُوا بِغَضَبٍ﴾ أي رجعوا. يقال: بُؤْتُ بكذا فأنا أبوء به. ولا يقال: باء بالشيء.
٦٢- ﴿الَّذِينَ هَادُوا﴾ هم: اليهود.
﴿وَالصَّابِئِينَ﴾ قال قتادة (٤) هم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون [إلى] القبلة، ويقرأون الزَّبور.

(١) قال ذلك في معاني القرآن ٤١.
(٢) قال الطبري في تفسيره ٢/١٣٠ "والمغافير: شبيه بالشيء الحلو، يشبه بالعسل، ينزل من السماء حلوا، يقع على الشجر ونحوها".
(٣) في معاني القرآن "وثومها بالثاء" فكأنه أشبه المعنيين بالصواب؛ لأنه مع ما يشاكله من العدس والبصل وشبهه".
(٤) قوله هذا في تفسير الطبري ١/١٤٧ وفي الدر المنثور ١/٧٥ "إلى غير القبلة".


الصفحة التالية
Icon