يشيع في عصرنا هذا التعبير بعبارة: (ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة
كذا...) وقد تسمع الإنكار في كثير من المجالس العلمية على من يستخدم في كلامه عبارة: (ترجمة القرآن).
بل ورد في بعض الدراسات تأكيد لزوم هذا التعبير أو نحوه، والجزم بعدم جواز التعبير بعبارة: (ترجمة القرآن)(٣١)؛ وذلك خوفاً من أن يفهم الآخرون أن تلك الترجمات قرآن بذاتها.
ولعل ما جاء في المسائل السابقة قد بان فيه أن ترجمة القرآن ليست قرآناً بإجماع المسلمين، بل إن بعض المستشرقين كان هذا المعنى واضحا في ذهنه، وقد كان المستشرق آربري دقيقاً عندما سمَّى ترجمته للقرآن: (القرآن مفسراً)(٣٢).
كما وفق محمد مرمادوك بكثال عندما سمى عمله: (معاني القرآن الكريم).
وقد أصاب محمد أسد عندما اختار اسم (رسالة القرآن) لترجمته (٣٣).
وقد استقرأت هذه العبارة في كتابات السلف فلم أجد أحداً قد عبر بقوله: (ترجمة معاني القرآن) وإنما التعبير السائد هو: (ترجمة القرآن) وذلك في نقل معانيه إلى لغة أخرى.
ويبدو أن ذلك عائد إلى وضوح معنى الترجمة الذي بيناه آنفاً، وأنه لا يمكن أن تكون بحال من الأحوال قرآنا.
وهنا أشير إلى أن إيرادي لهذه المسألة لا يعني تخطئة التعبير المعاصر بـ: (ترجمة معاني القرآن الكريم) لكن هذا التعبير أقرب إلى تسمية الفعل (ترجمة) وهو الأمر الذي يختلف عن تسمية المصنف الذي ينتج عنه.
ويمكن أن يبين في مكان ما أن هذا المصنف هو ترجمة لكن لا يكون ذلك في بناء العنوان وتركيبه عندما يصاغ باللغة الأخرى.
المبحث الثالث : الترجمة المؤثرة في مجال الدعوة
) بالنظر إلى طريقة القيام بها، وأسلوب إجرائها (