ولقد سعدت بفكرة البحث وموضوعه سعادة كبيرة، وحاولت أن أقدم فيه بعض الأفكار الاجتهادية المبنية على الملاحظة وبعض التجارب القليلة، رغبة في خدمة كتاب الله عز وجل ؛ وقياماً بجزء يسير من الواجب، وسدّاً للحاجة المتصلة بموضوعه، مع علمي بأني لست من فرسان هذا الميدان، لكن ضعف المشاركة فيه وقلة ما كتب حوله أغراني في عرض ما لدي من بضاعة ؛ ولعل الله أن يقيض له بعد ذلك من هو أفضل حالاً، وأحسن مقالاً.
والله المستعان، والحمد لله رب العالمين.
تمهيد : أهمية الموضوع وهدف البحث فيه.
أولا : أهمية الموضوع :
أن يتصل بحث بكتاب الله عز وجل، المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ معجزاً باقياً إلى قيام الساعة دليلاً على صدق نبوته، وهدى يهدي به الله من يشاء من عباده؛ فذلك غاية في الأهمية والقيمة.
قال تعالى :( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير( (هود: ١).
وقال تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد( ( الزمر : ٢٣ ). وأن يتوجه بحث لخدمة هذا الكتاب الكريم ومحاولة تيسير وصوله للناس - كل الناس ليس المؤمنين به فقط -، وتيسير وصول الناس إليه ؛ فذلك من مقتضيات الإيمان، وموجب متابعة محمد عليه الصلاة والسلام.
قال عليه الصلاة والسلام ( بلغوا عني ولو آية... ) (١).
ثانيا : هدف البحث :