" وإذا كان تفسير القرآن بياناً لمراد الله بقدر الطاقة البشرية؛ فهذا البيان يستوي فيه ما كان بلغة العرب، وما ليس بلغة العرب؛ لأن كلا منهما مقدور للبشر وكلا منهما يحتاج إليه البشر، بيد أنه لا بد من أمرين:
أن يستوفي هذا النوع شروط التفسير؛ باعتبار أنه تفسير.
وأن يستوفي شروط الترجمة باعتبار أنه نقل لما يمكن من معاني اللفظ العربي بلغة غير عربية ".
وسنتحدث عن هذين الشرطين بشيء من التفصيل.
أولا : تحقق شروط المفسر :
أما الجانب الأول وهو تحقق شروط المفسر، فقد تحدث العلماء في هذا الباب بتفصيل كبير، ونجمل ما ذكروه من الشروط في ما يلي :
١ -…صحة الاعتقاد، ولزوم السنة (٤٢).
٢ -…صحة المقصد(٤٣).
٣ -…الاعتماد على ما جاء عن النبي ﷺ وعن الصحابة رضوان الله عليهم.(٤٤)
٤ -…العلم باللغة العربية وفنونها.
قال مجاهد(٤٥): "لا يحل لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إن لم يكن عالماً بلغات العرب".
وقال أبو حيان الأندلسي(٤٦) في معرض ذكره لما ينبغي أن يحيط به المفسر:
"ومع ذلك فاعلم أنه لا يرتقي من علم التفسير ذروته، ولا يمتطي منه صهوته، إلا من كان متبحراً في علم اللسان، مترقياً منه إلى رتبة الإحسان ".
٥-…معرفة علوم القرآن.
وعلوم القرآن تشمل: أسباب النزول، وجمع القرآن وترتيبه، ومعرفة المكي والمدني، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، إلى غير ذلك مما له صلة بالقرآن، وهي من أهم العلوم التي ينبغي أن يعرفها المفسر(٤٧)، بل إن علوم القرآن بالنسبة للمفسر مفتاح له، مثله مثل علوم الحديث بالنسبة لمن أراد أن يدرس الحديث دراسة حقة (٤٨).
٦ -…معرفة أصول الفقه.