قال أبو حيان الأندلسي(٤٩) في الوجوه التي ينبغي لمن يقدم على تفسير القرآن أن يحيط بها: " الوجه الخامس: معرفة الإجمال والتبيين، والعموم والخصوص، والإطلاق والتقييد، ودلالة الأمر والنهي وما أشبه هذا. ويختص أكثر هذا الوجه بجزء الأحكام من القرآن ويؤخذ من أصول الفقه".
ولعل من أهم أسباب الانحراف الذي نشأ في اتجاه بعض المفسرين؛ غياب القواعد المحررة التي تضبط الاستنباط من كتاب الله عز وجل (٥٠)، لذلك تتبين أهمية العلم بأصول الفقه بالنسبة لمن يتولى النظر والتبيين لمعاني الكتاب الكريم.
ثانيا : تحقق شروط المترجم :
يشترط في القائم بالترجمة المعرفة التامة باللغتين؛ لغة الأصل ولغة الترجمة، وأن يكون متمكناً محيطاً بأساليبهما وخصائصهما (٥١).
كما أن شروط المفسر هي بذاتها شروط للمترجم عندما يكون قائماً بعملية الاستنباط والنظر في الكتاب الكريم ثم صياغة هذه المعاني التي استوعبها باللغة الأخرى، تماما كما يفعل المفسر.
أما إذا اقتصر المترجم على ترجمة تفسير محدد كما يترجم أي كلام بحدوده ومعانيه دون أن يتدخل بالشرح والبيان أو الاستنباط والنظر فإنه حينئذ لا يحتاج كثيراً إلى الشروط العلمية الواردة في الفقرات ٣، ٥، ٦، لأن من قام بالتفسير حل محله وقام بما كان يحتاج إلى القيام به.
وهناك مسائل تتصل بالمترجم، وقد تكون مفيدة في رفع مستوى كفاءة الترجمة :
أولها: أهمية اختيار مترجم تكون لغته الأصلية هي اللغة التي يترجم إليها، وتكون لغته الثانية هي اللغة العربية التي يترجم منها.
وقد يكون من المفيد وجود اثنين يعرفان اللغتين المترجم منها والمترجم لها، لكن أحدهما لغته الأصلية الأولى والآخر الثانية، ويكون الأساس من يترجم إلى لغته الأصلية، وذلك لكي يتم تبادل الخبرة والتشاور بينهما في فهم الصيغ والمعاني والتعبير الأنسب للترجمة.


الصفحة التالية
Icon