الثانية : أهمية تمكن المترجم من التعبير البليغ باللغة التي يترجم إليها، وقدرته على الصياغة الراقية في عرف تلك اللغة وأساليبها، وذلك أحرى بأن تكون صياغته وأسلوبه أكثر تأثيراً في القارئ، وبخاصة أنه يترجم معاني كبيرة وعظيمة هي معاني الكتاب الكريم وقد جاءت بأسلوب أبلغ ما يكون، فحري بأن تنقل بأمثل ما يستطيع المترجم لمعانيها من الفصاحة والبلاغة وحسن السبك.
الثالثة: إن من حق كتاب الله علينا أن تبذل فيه أكبر الجهود، وأن تستدعى له أعلى الطاقات وأفضلها، وأن يكون القائم على تفسيره وترجمته مجموعة من أبرز أهل الاختصاص، وعندما يكون عمل مجموعة؛ فلا شك أنه سيكون أجود وأكمل من عمل فرد.
وإن من الإحسان ومحاولة الإجادة والقيام بحق كتاب الله علينا أن لا نتوقف في ترجمة معانيه على صياغة المترجم وحده، بل إن اختيار عدد من المراجعين سيكون أمراً عظيم الفائدة، وسنصل بإذن الله في ذلك إلى نتائج باهرة.
ومن أمثلة المراجعين المتخصصين الذين يمكن أن يساندوا المترجم في عمله الكبير؛ ما يلي:
- المراجع اللغوي الذي يهتم بصحة اللغة وسلامة التراكيب.
- المراجع البلاغي الذي يهتم بأدب اللغة المكتوبة ورقي صياغتها وحسن أسلوبها.
- المراجع الدعوي الذي يتأكد من ملامسة المترجم لهدي القرآن في الدعوة والهداية وقصد التأثير في المتلقي.
- المراجع العقدي الذي يتأكد من التزام المترجم للمعاني الصحيحة في مسائل العقيدة وألفاظها.
- المراجع الفقهي الذي يتأكد من أن الأحكام التي ترجمها المترجم هي التي استقر عليها أمر الإسلام، ولو بالإشارة إلى مواطن ذلك في الآيات الأخرى أو في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، أو على الأقل يتأكد من أن الصياغة الموجودة لا تحدث تشويشاً لدى القارئ في هذا الجانب.
كيف نوجد المترجم المتمكن ؟


الصفحة التالية
Icon