أكاد أجزم بأن الناظر في الشروط والمقترحات السابقة سيتوقف أكثر من مرة لتأمل إمكان تطبيقها من عدمه، بل ربما رأى ذلك أمراً صعب المنال، ولا شك أن المتخصص المتميز في هذا العصر قليل، بل هو نادر في مختلف العلوم.
بيد أن حسن التخطيط والإعداد كفيل بإذن الله وتوفيقه بتجاوز هذه المخاوف، وتلك الصعوبات.
وأعني بذلك أن تتبنى إحدى الجهات الإسلامية -ولعل المجمع أنسب تلك الجهات- وضع خطة لإعداد شراح ومترجمين لمعاني القرآن الكريم، بدلا من تركه للظروف الفردية والاجتهادات الشخصية، التي تكون سببا في وقوع المترجم في أخطاء من أسبابها: ضعف العلم باللغة، أو بعلوم القرآن وأصول التفسير.
وتتمثل فكرة إيجاد المترجمين الأكفاء فيما يلي:
١ - اختيار عدد من أبناء المسلمين من قوميات متنوعة تمثل اللغات التي يراد إعدادهم للترجمة إليها.
٢ - يكون من أبرز شروط اختيارهم ما يلي:
أ - سلامة الاعتقاد.
ب - قوة التحصيل العلمي وبخاصة في اللغة الأصلية.
ج - الحصول على مؤهل دراسي لا يقل عن الثانوية ويفضل من يحمل مؤهلاً أعلى في لغته الأصلية.
د - الرغبة في خدمة الإسلام وخاصة في مجال تفسير كتاب الله عز وجل وترجمة معانيه.
٣ - تتكفل الجهة القائمة على المشروع بإلحاقهم بعدد من البرامج التأهيلية على النحو التالي :
أ - برنامج تأهيلي في اللغة العربية وعلومها، ويكون هناك اختبار تقويمي؛ باجتيازه يُعَدُّ الدارس مُنْهيا لمتطلبات البرنامج.
ب - برنامج تأهيلي في علوم القرآن وأصول التفسير والعلوم الشرعية المتصلة بذلك لمدة ثلاث سنوات.
ج - برنامج تأهيلي وتطويري في لغته الأصلية مدة سنة واحدة.
ويلاحظ في هذا الجزء أمران :
أولاً: يمكن أن يكون هناك مرونة في جانب التأهيل فلو وجدنا - مثلاً - خريجاً متخصصاً في القرآن الكريم وعلومه من إحدى الجامعات الإسلامية فإنه يطلب منه أن يستكمل بقية المتطلبات فيما يتصل باللغتين.