ولو وجدنا خريجاً متخصصاً في لغته الأصلية طلبنا منه استكمال التأهيل في اللغة العربية وعلوم القرآن، وهكذا.
ثانياً: تكون الدراسة لعلوم القرآن وأصول التفسير دراسة تطبيقية شاملة، بمعنى أنه ليس مطلوباً منه - على سبيل التمثيل - أن يفهم معنى النسخ في القرآن الكريم وأدلته فقط، بل لا بد أن يعرف جميع مواطن النسخ فيه، وجميع أسباب النزول، وهكذا بقية علوم القرآن ويمكن الاستفادة من الكتب المتخصصة في ذلك.
كما أنه يدرس اللغة العربية دراسة أساسية، ثم دراسة تطبيقية على لغة القرآن الكريم بما في ذلك إعراب القرآن وبلاغته ونحو ذلك، وهناك كتب عديدة وتراث رائع يعرفه المتخصصون ويخدم هذه الأغراض بكل دقة وكفاءة.
٤ - يمكن للجهة القائمة على المشروع أن تنشئ معهداً متخصصاً بذلك، وهو الأولى، أو أن تضع برامج للتعاون المستمر في هذا المجال مع المؤسسات العلمية في داخل المملكة وخارجها لإنجاح المشروع.
٥ - لا ينبغي أن يكون هذا المشروع محدوداً بهدف إعداد مترجمين أكفاء فقط، بل ينبغي أن ينظر إليه على أنه خدمة لكتاب الله تعالى من وجوه عدة، بحيث يكون برنامجاً مستمرّاً، ويختار من خريجيه أفضلهم للهدف الأصلي الذي هو التفسير والترجمة، أما الباقون فيوجهون ليكونوا دعاة ومعلمين وباحثين في مجالات القرآن الكريم وعلومه، وليقوموا على تدريس أبناء المسلمين في مجال تفسير كتاب الله عز وجل، وليكونوا عوناً للجهات المهتمة بالتفسير والترجمة لكتاب الله تعالى في التقويم والمراجعة، ومتابعة ما يصدر من أي جهة حول هذا الكتاب الكريم.
وانظر إلى ما يبذله المسلمون من جهود كبيرة في تحفيظ كتاب الله تعالى ؛ أو ليس هذا الكتاب -الذي أنزل للعمل به قبل حفظه- جديراً ببذل نسبة من هذا الجهد في بيان معانيه وتعليمها للناس ودعوتهم للعمل بها، وتشجيع البحث والنظر والتدبر فيه؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٥٢) رحمه الله: