الأول: صحة هذه الترجمة وجودتها في إيصال المعاني الأصلية الموجودة في لغته الأصلية، سواء في اختيار الألفاظ المعبرة عن المعاني، أم في أساليب التعبير وصيغه.
الثاني: توجيه هذا المضمون بما يحقق فائدة كل فئة من فئات المدعوين، وذلك باعتبار خصائص تلك البيئات وثقافتها.
وعليه يمكن النظر إلى مسألة الترجمة المؤثرة في مجال الدعوة من حيث المضمون باعتبارين رئيسين؛ لعلهما أبرز ما يخدم هدف البحث وفكرته، هذان الاعتباران هما:
أولا : مضمون الترجمة باعتبار القوالب اللغوية التي تصاغ فيها.
ثانيا : مضمون الترجمة باعتبار البيئة الموجهة إليها.
أولاً: مضمون الترجمة باعتبار القوالب اللغوية التي تصاغ فيها.
١ -…ترجمة مضمون الألفاظ :
إن أي شارح أو مترجم ينحو إلى التدقيق والإجادة ؛ فإنه لا بد أن يتوقف عند مسألتين في شرحه أو ترجمته للألفاظ المفردة أو المركبة :
المسألة الأولى: مفهوم هذه الكلمة في أصل اللغة ومعناها الذي تختص به.
والمسألة الثانية: مدى قدرته أو قدرة اللغة المترجم إليها في التعبير بألفاظ أخرى تقابل ذلك.
وكثيراً ما يجد الشارح أو المترجم ترادفاً بين الكلمات في التعبير عن شيء واحد، كالترادف بين كلمة السيف والصارم والمهند، وبقدر إمكاناته اللغوية، ومعرفته الدقيقة بمعاني كل لفظة واختصاصها بمعاني تميزها، وبقدر ما في اللغة التي يترجم إليها من إمكانات تعبيرية فإنه سيعبر عن المعنى المراد جودة أو ضعفاً.
وهذا التعبير يكون بأحد طريقين:
التعبير بالألفاظ المرادفة وهو الأقل، إلا من باب تقريب المعنى فحسب.
والتعبير بمفهوم اللفظة دون الالتزام بمرادفاتها فقط، وهذا هو الأصوب لأنه أكثر وفاء في بيان العبارة الأصلية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (٥٣):